متابعة للوضع الصحي في هذا الشتاء 2012
(جانفي 13)
1* ملاحظة: الهدأة الشتوية تقترب من النهاية و قد ينتج عن عودة الحرارة عودة انتشار الفطريات في جميع المحلات الضيقة (السيارات و المنازل المغلقة و المتاجر و المكاتب الضيقة)
2* تذكير بالحلول المقترحة(حسب حجم الصفحات)
3* سواء بدأ أول انتقال لعوامل الاصابة من المباني أم لا، من المؤكد ان المرض يزداد تعكرا داخل المباني غير المهوأة.
4* ملاحظة :إن ظهور الاصابة في الأجزاء السفلى من الجهاز التنفسي رغم أنها تتم عبر الأنف، يدل على طبيعة العامل المسبب حيث أنه لا يتواجد في المواضع كثيرة حركة الهواء عكس فيروس الانفلونزا الذي يتشبث بأقرب موضع حي.
5* ضرورة الالتزام بحرص بقواعد الصحة و السلامة في العمل و قواعد حفظ الصحة الشخصية و المنزلية . خاصة المخاطر التنفسية و الجروح و تجنب انهاك القدمين بطول الوقوف أو المشي ...
6*دور حسن التصرف في المباني الجماعية في عدم إعادة العدوى. كما قد تلعب اللامركزية خاصة الصحية دورا كبيرا.
7* عدم الوعي بدور كثرة و تكرار التعرض للعامل أدى إلى شدة المرض و إلى تكرار و إفراط العلاج و أحيانا البحث عن حلول بديلة منها التداوي الذاتي و هذا مضر لأنه قد يعني تناول أدوية التعفنات التنفسية و مرات عديدة ( بينما هي غير مناسبة ) مما يتسبب في متاعب أكبر.
8* ضرورة إعلام سواق الحافلات بضرورة تهوئة وسائل النقل أثناء توقفها و خلال السير و قبل الانطلاق. و العمل على حماية وسائل النقل من الحرارة بقدر الامكان و تطهيرها من الداخل دوريا.
9* نشر التوعية الصحية كي لا يحصل فهم خاطئ لبعض المسائل و الأعراض ينجر عنه سلوك صحي خاطئ عن طريق استنتاجات خبرية ساذجة. مثلا: سيلان الأنف و السعال هما وسائل دفاع و ليس مرضين ناتجين عن الهواء.( إذ الملاحظ انهما يزدادان حدة بالبرودة لذلك يعمل المرضى على عدم تهوئة الغرفة. كما أن سيلان الأنف دليل على تحسن نوعية الهواء المحيط و/أو حالة الاصابة الأنفية.و في حالة العكس يكون الأنف مسدودا. و هنا احتياط آخر: يجب عدم العمل على إزالة الانسداد سواء بالعقاقير الطبية أو الشعبية من نوع الفليو )
10* مثال عن إخفاء الوضع لغايات منها حماية السمعة و إقصاء النشطاء الغرباء : حالة قيل أنها متعكرة قدمت كمريض جلطة و بقي المريض مع مسنين و رضع في منزل مغلقة كل نوافذه على غير العادة و طلب منهم ان يخشوا العدوى ممن جاء ينصحهم.( ملاحظة: المريض له علاقة بملابسات صحية سابقة غريبة. حصل على عناية فائقة في مؤسسة خاصة بدعم من أفراد خاصين. و قيل النتيجة الشفاء التام من الشلل...)
11* حدة المرض على الفقراء أشد. لأنهم أقل قدرة على نظافة الملبس و المنزل وتوفير الاطعمة الطازجة و الغلال التي تساعد على مقاومة الاصابة و إزالة أي ضيق.
12* من الواضح أن الحديث عن المرض على أنه انفلونزا (قريب) يسبب مشاكلا صحية. و يجب تفادي إيراد معلومات خاطئة أو متناقضة مثل ما أوردته الأنباء المسائية في التلفزة يوم 24 ديسمبر 2012 وهي أول مرة ترد فيها المسألة في الاعلام الرسمي . فمن جهة قيل أن السبب فيروس ثم اشاروا أنه يعيش ساعة في الهواء و 6 ساعات في القماش. كما اشاروا أنه يصيب الأطفال فقط و ذلك بسبب ضيق المجاري التنفسية بينما المرض يصيب كل الأعمار، و ما كثرة اصابة الأطفال أو غيرهم إلا بسبب العادات البيتية السيئة مثل الخوف عليهم من التعرض للهواء ...
13* من المسائل التي تتطلب التوضيح الطبي المختص: بالنسبة للحالة الصحية للمرضى هل يشكل بعض الفحوصات و العلاجات الطبية خطرا. مثلا: الفحص باشعة اكس ؛ تناول أدوية ضيق التنفس المزمن أو لا و التي تقوم بتوسيع المجاري التنفسية ؛ تناول بعض أدوية الأمراض الصدرية و المفصلية ( الستيرويدية... لما قد تسببه من آثار جانبية) ...
14* تكررالاعلام الخاطئ هذه المرة حول مرض آخر. ففي يوم 29 جانفي 2013 ورد في الأنباء المسائية:" عودة انفلونزا الخنازير، التي ظهرت في 2009 ، مع موجات البرد... لأن الفيروس لا يحب الحرارة". و هذا خطأ فادح قد يوحي للمواطنين بضرورة إحكام غلق منافذ البيوت مما ينتج عنه بالعكس شدة الاصابة بهذا المرض و غيره من الأمراض. إذ أن ما يجعل الأمراض ( الانفلونزا و بعض الأمراض الجلدية...) تكثر في الشتاء هو أن الناس يبحثون عن الدفء فيجتمعون بأعداد كبيرة و في فضاءات مغلقة مثل المقاهي و البيوت و المدارس مما يسهل العدوى بالاقتراب و بازدياد تركيز الفيروسات في الهواء المحيط.
( ملاحظة: يحتد الوضع في المقاهي و بعض الأماكن العامة مثل المساجد. حيث مع البرد يظهر أيضا بعض الشحاذين و المشردين ، و هم غالبا العامل الرئيسي في تأبيد الفيروس حيث إنه لا يعيش خارج الجسم الحي. و يبدو أن هناك تناقضا في اعتبار الانفلونزا وافدة و أن ظهورها لدى المشردين إنما لأنهم أكثر عرضة. إذ بما أن الفيروس المتسبب لا يعيش خارج الجسم الحي، الأقرب للظن انها تستمر و تتحول في أجسام هؤلاء لعجزهم عن نظافة و علاج أجسامهم )
15* وجود مؤشرات سابقة على استمرار وجود مرض الانفلونزا إلى جانب المرض الحالي. منها الرائحة الكريهة التي تنبعث من الأنف و التي تدل على الانفلونزا خاصة لدى العاملين في أماكن مكتضة مثل المدرسين و مدمني الجلوس في المقاهي و بعض مستعملي النقل العمومي.
16* قد يكون بعض الأطباء غير المطلعين على عوامل المرض و طابعه الوبائي يواصلون ( على أن المرض ' برودة' و أيضا مواصلة لبعض الممارسات الطبية المعتادة مثل التقشف!) وصف أدوية غير متناسبة مع المرض و/أو المريض و بدون إجراء تحاليل بيولوجية( سواء لعامل المرض و لا لمدى الاستعداد الجسماني لتقبل الدواء المحدد و لا لنجاح العلاج و لا للتأكد من عدم حصول تأثيرات جانبية أو تأقلم جرثومي)
17 * ملابس بعض المواطنين و البضائع في بعض المتاجر مازالت تثير سحابة من الروائح تقلق التنفس عند المرور بها و خاصة في المناطق ذات المحلات المتلاصقة لأن الحرارة فيها تظل مرتفعة و التهوئة مستحيلة أو لجهل الناس بالوضع.
18* المؤسسات القريبة من الاختصاص و المختصة ، الرسمية و الجمعياتية ترفض سواء الدعم أو التعامل مع إعلامنا من خلال مكاتب ضبطها المعتمدة.
19* من بين الفئات السكانية الأشد اصابة نجد الطلبة و التلامذة خاصة من اعتادوا أيضا المراجعة في قاعات المطالعة العمومية و خاصة في ظل السلوك اللامعقول السائد فيها والمتمثل في عدم فتح النوافذ ( حاليا يتم غلق المدخل الرئيسي أيضا هو ما لم يكن يحصل طيلة العشرين سنة الماضية! ). و ينطبق الأمر خاصة على ضعفاء الحال منهم إذ بسبب تأخير تناول الفطور و قلة تناول المشروبات تظهر لديهم اعراض مثل صعوبة بلع الريق ، و عند البلع إحداث صوت مسموع و الإحساس بغبار ينجر عنه سعال ...الخ.
20* تصرفات غير معقولة في ظل هذا الوضع:
أ- يصر بعض ركاب الحافلات خاصة النازحون رغم أنهم مرضى على الغلق التام للنوافذ ببعض العنف و يتحول أي حوار معهم إلى تشكيك في المدارك و تنابز بالثلب أو بالجهويات. و احدى الحالات افتعالها شبه مؤكد.
ب- في السنوات السابقة شاهدنا حالات من اخفاء القمع الصحي الخطير لاشخاص و في المقابل الترويج لأكاذيب عن متاعب صحية من نفس النوع لآخرين من اقرباءهم أحيانا ( ربما ترهيب أو ايهام بالشمولية أو في إطار أعمال استغلال النفوذ...) و لامبالاة عامة بذلك . حاليا نفس الفريق الثاني يوظف لتحقير محاولات الإعلام الأهلي حول المرض و مساعي التعاون للوقاية و العلاج لكي لا تبرز مصداقيات جديدة.
ج- هناك محاولات لابقاء السيطرة على المنظورين رغم عدم التحرك لمقاومة المرض ( بالتحذير من الأماكن المكتضة مثلا). من الوسائل تحريك مسرحي للاحداث أو لمآسي في حياة البعض هدفه تخوير العزائم و هز الأوضاع لمنع محاولات التقارب و التفكير في الأزمة. و من الوسائل أيضا فرض موقف معادي من النقاد ، و لو كانوا من أقرب الأقارب ، من خلال اسناد فرص ارتزاق أحيانا طفيلية أو الدمج في آلية خيرية هزيلة.
د- تلاحظ تصرفات غريبة من بعض الاشخاص (و هم من الأشد اصابة رغم أنهم يفترض فيهم البعد عن مصادرها لسكنهم في أماكن صحية و غير متلاصقة و حصولهم على النصح...): الحؤول دون أدنى دخول للشمس إلى المنزل بوضع قماش على ولو أصغر النوافذ؛ ابقاء الأبواب و النوافذ مغلقة كامل اليوم صيفا و شتاء ؛ المبالغة في الاقتراب من وجه المحاور عند الحديث؛ التشجيع على عدم التثبت من المخاطر الصحية مثلا المتعلقة باللحوم المريضة أو شرب المياه الراكدة أو فساد مجاري المياه المستعملة داخل المنزل ؛ تبديد المال في التنقل و الاتصالات بلا موجب في حين يترك المنزل دون أدنى صيانة؛ التبجح على الاشخاص المحبين للطبيعة و العمران الاصيل بأن " البلدية ستأتي و تدمر السياجات الرملية و النباتية و تبني عمارات تقيم فيها إلى الأبد " ؛ الخصام و المقاطعة بسبب نصائح سكنية و صحية؛...
ملاحظة: في مؤسسة ثقافية عمومية شخص ادعى أنه زميل قديم يعمل في التعليم تعمد النفخ في وجه الكاتب أثناء الكلام (اخذ نفسا عميقا قبل الحديث أخرجه قبالة فمي تماما مقاطعا حديثي. و يبدو عليه فعلا شدة المرض بالانفلونزا: الرائحة الأنفية النتنة و الشحوب و الملامح المتعبة... ). و لئن قد يكون الحذر و الشك عند الاعلام و بالتالي إقصاء الكاتب مقصودين من مثل هذه الحوادث التي ينظر إليها كأوهام، فإن الأمر يمكن من التأكد من أمرين: لا أحد يريد التثبت. و زوال أغلب اعراض المرض خلال 3 أيام إذا توفرت 3 شروط: الراحة و الغذاء الطازج و أساسا الابتعاد عن الأماكن المكتضة و وعن روادها.
( هذا الشخص اختفى فجأة بعد ذلك. و إن برود الزملاء... رغم مقابلتهم بعد عشرات السنين مليء بالمعاني.)
21* التوظيف:
في عدة بلدان يقع اعتماد ظهورات اعلامية مفاجئة لبعض الأطراف في مظهر التعب و في وسائل معتادة على نقدهم ربما كوسيلة لتبييض الصورة بما أن الأزمة الصحية تشملهم. (قارن بلوحات التحطيم السياسي و الشيطاني للأذكياء و المتعاطفين فيما مضى).
أيضا هناك بعض التوظيف الملحمي للأزمة . قد يكون انخفاض سن الموجودين في بعض " المجالس" يندرج أيضا في ذلك. قد يكون ذلك من وسائل ابقاء المصداقية لدى النخبة و العوائل... رغم الاهمال الذي اظهرته طريقة التعامل مع المرض و المعاناة الناتجة عنه.
22* مدى اتساع التعامل مع الأزمة:
أ- أسلوب تسيير الاجتماعات في الأنشطة السياسية العامة الخ لا يسمح باستعمال منبر هذه الأنشطة لاعلام الشعب حول المرض. (أما بالنسبة لأغلب الجمعيات و أغلب النقابيين المعروفين لنا فليست أول مرة يتعايشون مع البؤس الصحي و قد تكون هناك بعض ممارسات توظيف الوضع القائم... )
أ- كان يمكن أن يصبح من السهل الحد أو التصدي للمرض الحالي إذ أنه لم يشمل جميع المناطق و الفئات السكانية في نفس الوقت فكان بالإمكان تحديد العوامل المسببة له و ظروف و أطوار العدوى مما يسمح بالحزم في معرفة و تطبيق الاجراءات و المداواة الوقائية و العلاجية. ولكن لم يكن بالإمكان أصلا معاينة الأوضاع أو لم يقع العمل على ذلك ، و لم توجد هيئات نافذة تدعم مجهود المعاينة أو تتلقى الاعلام ( السبب: ناشطون يعلنون الاستقالة أو غير واعين بالإمكانيات و الاخطار ؛ مسؤولون غير جديين في الإنصات و تحديد الأولويات؛ أو أن المخاطب ، غالبا من النخبة، يرد ردا فيه تهريج غير مبرر...).
و هناك تناقض: مقرات الأحزاب و الجمعيات مغلقة أمام الزوار و حين تنظم اجتماعات لا تراعى فيها قواعد الوقاية.
و من قبل بداية الأزمة إلى الآن يتم التركيز على النشاط النخبوي وفي مسائل السياسة فقط.
ب- كانت هنالك مناطق أقل عرضة للمرض بفضل عدم تلاصق مبانيها و إحاطتها بمناطق طبيعية و عدم اختلاط سكانها برواد الأماكن المكتضة. و كان ينبغي دعم ذلك و إبرازه كنموذج للتعامل مع الأزمة. لكن وقع بالعكس إهدار هذه المزايا و حتى جر بعض الأفراد إلى وضعيات سيئة أو حتى سلوك منزلي غير صحي.
ج- ضرورة التنبه إلى عدم ظهور مسار علاجي موازي قد يستعمل لمضار خفية أو يهمش المسؤوليات أو يقصي الجانب المعماري و المنزلي في المسألة.
خاصة أن البعض ممن يصرون على ارتياد و عدم تهوئة الأماكن العامة المكتضة ( أساسا الائمة الجدد السفليون في الجامع و 'أعيان' النواحي ) يتمتعون اجمالا بصحة جيدة رغم علامات أخرى لا تلاحظ عند المرضى.
د- الإعلام السابق الشفهي أو التلفزي حول ضرورة التهوئة أو حول تجنب عدوى الانفلونزا بعدم الاقتراب عند تبادل الحديث و تجنب الأماكن المكتضة لا يكفي ( أصلا غائب حاليا ) و لا يضمن التطبيق بسبب عدم الثقة في في جدية المسألة لدى البعض، أو فقدان التركيز أو العزم لدى البعض الآخر.
إذن لا بد من متابعة في كل حي إن أمكن ينجزها السكان أنفسهم إن أمكن بتدريب من العارفين في الموضوع. إذ لا يمكن إلى حد الآن الاعتماد فقط على الجهات الرسمية للأسف حيث أن أكثرها مازال يعتبر الأمراض المعدية و الوبائية ككوارث طبيعية روتينية!
إن عدم تطبيق حل المشكل يتحمل عدة تفسيرات. أما رفض المعاينة أو التوثيق فله تفسير واحد.
وإن سبب هذا المشكل الصحي إذن عوامل أو جراثيم ( بانواعها: بكتيريا و فيروسات و فطريات) استمرت في الوجود بسبب بؤس بعض البشر (خاصة من سكان المدن. في القديم العبيد و الآن المشردون) و تنتشر لدى بقية السكان بسبب أنماط سلوكية و معمارية خاطئة. أي أن الخطر كبير رغم أن الوقاية سهلة: احترام الإنسان و التوازن بين مكونات الطبيعة و البيئة.
ملحق 15/2/2013
* هذا إضافة إلى الغازات المنبعثة من مجاري المياه المستعملة ( بسبب الربط المفرط بشبكة قديمة) و الأمراض الناتجة عن رداءة التصرف في المباني العامة مثل الجوامع ( المفروشات... تصبح بؤرة للطفيليات مثل الجرب و العناكب المجهرية...و تسبب أمراضا تنفسية إلخ تنتقل من شخص إلى آخر بالاختلاط).
*العديد من المواطنين يعانون معاناة شديدة بسبب عدم علمهم بالموضوع. و هكذا فإن ملابس البعض و البضائع في بعض المتاجر مازالت تثير تطايرا لغبار الفطريات ،أحيانا غير محسوس، يقلق التنفس عند الاقتراب منه و خاصة في المناطق ذات المحلات المتلاصقة لأن الحرارة فيها تظل مرتفعة و التهوئة مستحيلة أو لجهل الناس بالوضع.
* لا يضمن التطبيق بسبب عدم الثقة في جدية المسألة لدى البعض، أو فقدان التركيز أو العزم لدى البعض الآخر....
* هناك بطء في الإعلام و تطبيق الاجراءات هذا في حين أنه لا بد من بعد وطني شامل للاجراءات. ( و هذا أحد أسباب تأخر هذا الاعلام اضافة إلى مساعي تحديد طبي رسمي لعوامل المرض)
* يجب الحذر من إفراط تناول الحلويات بدافع الإحساس بالراحة إثر التغذية. قد ينتج عنه مرض السكر . يجب الاعتدال و إستعمال الخضر و الغلال.
ملاحظات حول بداية المشكل الصحي في الصيف و تطوراته و اقتراحات حلول
1* انتشار هذا المشكل مرتبط على ما يبدو بارتفاع درجات الحرارة في 2012 ( تغير المناخ و التصاق البنايات ) الذي قد يرتبط أو لا يرتبط بتقادم أو تداعي عدة بناءات . و لكن المؤكد انه مرتبط بطول غلق المحلات و غياب منافذ التهوئة فيها . حيث أن شدة الحرارة أدت إلى سرعة و كثرة تكاثر الكائنات الحية و ظهورها في أماكن جديدة قريبة من البشر. و هذا ينطبق ليس فقط على الأمراض بل أيضا الحشرات مثل النمل . و يؤدي غلق المباني إلى تركيز كمية الفطريات في الهواء و إلى تعرض المستعملين إليها بكميات كبيرة فتحدث الاصابة.
و لقد لاحظنا آثار هذا المشكل الصحية أيضا منذ 2009 لدى بعض المواطنين و الفقراء في الشوارع ثم لدى رواد المقاهي ثم رواد القاعات العامة الثقافية و غيرها. لكنه حاليا يمس عدة فئات اجتماعية من خلال التردد على الأماكن غير المهوأة أو المكتضة. و ارتبط المشكل أيضا بطول تراكم السلع غير المبيعة في المخازن و ببعض المحلات العامة المنقوصة العناية و طويلة الاغلاق في ظل الرطوبة والحرارة الشديدة مثل الجوامع التي تمثل أماكن اكتضاض. ( كما قد تكون له علاقة بتراكم أكداس المزابل. حيث أن الفطريات قد تتكاثر عليها و بكثرتها في الهواء المحيط بنا تصيب البشر...
2* المشكل يتركب من مظهرين:
أ. لدى الاشخاص قلق صحي تنفسي متفاوت ( قد يكون مجرد شحوب ولكن خاصة بالنسبة للأشخاص المعرضين بكثرة قد يبدأ بصعوبة البلع، جريان الريق ، الإحساس بغبار في الحلق داخل المباني ، إلى بداية مظاهر يفسرها الناس على أنها " قريب " أو " برنشيت" و أيضا ارتفاع حرارة جزء من الصدر ... ألم في الأجناب... وجع الرأس ... انسداد الأنف ...و إن تزامن الاصابة مع شهر رمضان بالنسبة للبعض قد جعلهم يفسرون الريق بأثر الصيام بينما هو التهاب اللوزتين...
ب. داخل المباني: رائحة غريبة أو كريهة قليلا أو غبار في الحلق ( و أحيانا فقط مجرد وجع الرأس عند اطالة المكوث في محل ما ). و الملاحظ ان الرائحة كانت في جوان 2012 تظهر فقط في بعض المنازل المتواضعة التهوئة، لكن في جميع المحلات التجارية و عند المرور بجوار المحلات المغلقة.
حاليا أي مكان مغلق يشهد هذا المشكل فحتى السيارات و ممرات و مدارج بعض العمارات ( خاصة الجديدة لأنها عديمة التهوئة ) و النزل و الادارات. و تصبح هذه المباني مصدرا لإصابة الاشخاص.
و إن المهم هنا هو أيضا خطورة كثرة و تكرار التعرض لهذه الظاهرة الناتجة عن تعفنات أو ربما فطريات.
3* إن عدم الوعي بهذا المشكل يجعل الناس غير فاهمين لضرورة تهوئة المحلات بفتح النوافذ مع ضرورة استعمال طرق اضافية أكثر فاعلية حاليا بعد أن استفحل المشكل ، و أساسا تصريف الهواء المتواجد داخل المحلات باستعمال مراوح و نوافذ في السقف و اتخاذ أنماط معمارية جديدة عند البناء. و كل ذلك لإزالة الأعفان المضرة العالقة في الهواء و كذلك الرطوبة و الحرارة أيضا الذين يسمحان بإعادة تكونها. بالعكس إن بعض الجهات توحي لبعض الناس أن غلق المنزل امام الهواء و الشمس أفضل للوقاية و العلاج، و ان إستعمال دواء يكفي دون إزالة العفن من المحل ، و أن بعض الاشخاص فقط مصابون و ينبغي تجنب عدوى ممكنة منهم ! ( إقصاء ).
إن زوال انسداد الأنف عند خروج الشخص إلى الهواء الطلق و ظهور متاعب صحية أكبر فقط لدي من يبقون مدة طويلة في غرف مغلقة ( كالموظفين و التجار) دليلان على أن المشكل في المحل. لكن سيلان الأنف يغلط الناس على انه مظهر مرضي فيبحثون عن السلامة في احكام غلق النوافذ !
و حاليا فقط بعض المحلات التجارية (نزل...) تغير هندستها من أجل الوقاية بالتهوئة، و لا أحد يبدو مهتما بتوجيه المواطنين إلى ذلك ( رغم أنه من الواضح أن بعض الاشخاص عملوا على تجنب المشكل قبل انتشاره و لم يعترهم أي خشية عند العلم به و لم يحاولو حماية من أعلمهم...و دون حرص على إعلام شامل.)
4* إن عدم العمل على ايضاح مدى المشكل و عوامله و عدم تهوئة المحلات جذريا يؤدي إلى تطورات خطيرة نشهدها حاليا. حيث أن الرائحة الكريهة و الغبار ( التي قد تدل بصفة مؤكدة على تواجد الفطريات ) أصبحت منتشرة في جميع أنحاء جميع المجلات و توجد حتى في الأنهج و الشوارع بجوار المحلات المغلقة و المتاجر المفتوحة خاصة المليئة بالأقمشة أو البضائع المجوفة.
هام جدا: إذا لم يقع حل هذا المشكل قد تصبح المدينة بأكملها تعاني من تلوث الهواء بهذه الأعفان أي تصبح المحلات بؤرة تكاثر مستمر لها.
5* و من العوامل الأساسية في عدم انتباه المواطن لتعرضه لهذه المشكلة و إصابته بها:
- ضعف حاسة الشم بعد كثرة التعرض للرائحة (وهو ما يحدث أثناء العمل في متجر أو مشغل غير مهيأ... خاصة أن بعض القواعد الاقتصادية و الربح السهل تغري بتحمل ما يظنه صاحب العمل بحة أو تعبا عابرا)
- التعب و الارهاق و غيرها من الاعراض الصحية مثل قلة النوم و العصبية ، مما ينفر الإنسان من الحديث في هذا المشكل.
- التصاق الرائحة و نمو الأعفان حتى علي الملابس و الأجهزة الكهربائية مما يوحي بأنه رائحة عادية في مادة الصنع! ( بدل أن تدل الرائحة الموحدة للمنازل و الملابس و زفير الاشخاص على وجود كائنات مجهرية ).
و من أسباب استفحال المشكل استعمال بعض المواطنين التكييف دون صيانة و استعمال مواد أو اقمشة متعفنة في بعض الصناعات.
- إن الحديث عن المشكل يساوي الحديث إلى اشخاص يشملهم الأمر عن حالتهم التي يريدون نسيانها فلا تكون لديهم الجدية و الموضوعية الكافية.
6* هناك إجراءات ضرورية لإنجاح مساعي التصدي لهذا المشكل:
- التهوئة الدائمة للمباني ضرورية حتى في الشتاء كي لا تعود الفطريات للظهور انطلاقا من الغبيرات ( البذور ) وهي تبقى فعالة سنوات ، و لتصريف هواء تنفس المقيمين الذين في الوضع الحالي من المؤكد قد تعرضوا للمرض، و لهذا الغرض يجب اقناع المواطنين بخطأ المعتقد الشعبي السائد ( حول تجنب الزكام في الشتاء بغلق النوافذ و تجنب التعرض للهواء في فترة تقلبات درجة الحرارة الخ...)
علما أن السيارات و السفن و خزائن الملابس أيضا بحاجة إلى التهوئة.
و قبل عودة الصيف يجب ايجاد حل لتصريف الهواء في فترات الغلق من المنازل و المتاجر الخ و الا تجدد خطر العدوى. و هذا ينطبق أيضا بحدة على عدة مباني عمومية مثل مستشفى الحبيب بورقيبة التي يتكدس فيها المواطنون أو المرضى بالعشرات في قاعات و ممرات بلا نوافذ أو تهوئة فتصبح بؤرة لتكاثر المرض و نقله بسبب قلة المعرفة لدى البسطاء و قلة الحزم لدى المسؤول و الإطار الطبي.
- بطبيعة الحال يجب استغلال الهدأة الشتوية لحسن غسيل الملابس و الاستحمام لأن الفطريات تتكاثر على الجلد بفضل كثرة العرق في الصيف... و تنظيف بضائع الصيف...
- استبعاد بعض الأشياء القديمة جدا مثل الاثاث و الملابس إذ أن ارتفاع الحرارة يجعل ما قد يكون بها من فطريات يتكاثر بسرعة.
- لكن أيضا يجب حاليا تجنب الاكثار من الشراء دون تمحيص أو موجب. و يجب خاصة عدم ترك الملابس و الحاجيات تتراكم في غرف النوم و الجلوس.
- من الضروري أن تتبنى منظمات و شخصيات موثوقة هذه القضية الهامة فتصبح مثالا يحتذى في العمل من أجل التخلص من المشكل و اسبابه و اتخاذ أنماط سكنية و معمارية ناجعة و عادات غذائية مناسبة للوضع و حالات السكان.
إن أهمية هذا التبني فائقة. لأن النخبة و العامة على حد السواء لا يقبلون النصائح أو الحوار حول الموضوع من مجرد شخص. و هكذا لا يفهمون أنه يمكن تجنب تكرار العدوى بالابتعاد عن الأماكن المكتضة و التضحية مؤقتا ببعض العادات ( مثل ركوب السيارة في كل تنقل و غلق نوافذها...) و تجنب شراء الملابس المستعملة ...
كما أن دور الأطباء لا يكفي إذ أنهم يرفضون تقديم نصائح وقائية للناس فيما يتعلق بالملابس و المسكن ، فما بالك فيما يتعلق بضرورة الحوار فيما بينهم حول الموضوع و التصدي له كي لا يعاش كأزمة شخصية.
- ضرورة ايجاد مؤسسة صحية أو موظف على الأقل في كل حي لمتابعة الأعمال العلاجية و الوقائية.
- قد يكون ضروريا تجنب حشايا الموس لأنها تمتص العرق و الفطريات.
- الفصل بين مكان استقبال الزبائن و مخزن السلع و المواد الأولية.
- التعاون بين الاقارب و الأجوار يمثل حلا جيدا لتوفير معطيات عن المشكل و وسائل الوقاية مثل المسكن المهوأ و التكييف...و العناية بالمعاقين و المسنين و توفير الاحتياجات الصحية الخاصة...
- يمكن الحديث مع الناس عن حلول المشكل كنوع من انعكاسات اشتداد حرارة المناخ. لكن في صورة عدم الحزم في أخذهم الاحتياطات يجب التوقف عن تهوين الأمر لأن ذلك أدى إلى مزيد انتشاره و التضرر من انعكاساته و الاكثار من التعرض لمصادره دون وعي.
- ضرورة الانتباه إلى مصادر الرطوبة في المباني مثل المراحيض المعطبة و الحنفيات التي تقطر و السطوح غير ' المسقية ' رغم أن المشكل لا يقتصر على هذه المباني.
- يبدو من الواضح في ظل هذا المشكل الصحي أن الاستمرار في عاداتنا الغذائية السيئة قد يعكر الصحة. نقصد استهلاك الشحوم و المقليات و الحلويات و التوابل و المياه المجهولة الجودة و عدم الاقبال على الالبان و المواد الطازجة و الخضر.
- ممارسة الرياضة تساعد في كل الأحوال على سلامة الجسم و مناعته و ابعاد الطفيليات عنه كما يساعد المجهود على كشف أي قلق صحي مبكرا و معالجته .
7* تطورات أخرى في اواخر الصيف:
- الفطريات تنتقل بسبب الغسالات و شدة الحرارة إلى كل الملابس سواء أثناء الغسيل أو عند وضعها في الخزانة.
- وهي موجودة في المفروشات و على المعلبات و في ممرات المستشفيات و العمارات و حتى في بعض العيادات و في المصاعد و السيارات...و أكشاك الجرائد...و خزانات الملابس و الأواني...
- و لا يمكن تناسي جميع الأماكن المنعزلة في المنزل أو المتجر بسبب ركود الهواء فيها
- إن برودة الطقس و إن كانت حدت من المشكل في المباني ( شرط توفر التهوئة و إلا فإن التعرض للفطريات الموجودة أصلا يتواصل ) ، فإن مع عودة الحرارة قد يعود المشكل بسبب الغبيرات إذا لم تتوفر الاحتياطات الصحية و المعمارية. . بل انه حتى في فترة البرد ( آخر نوفمبر ) بقيت محلات ) في أماكن ذات مباني ملتصقة( ملوثة و استمرت كبؤر عدوى.
- يجب التفكير بجدية في قاعات الدراسة و ملابس و لوازم التلاميذ.
- عديد الناس يعانون بشدة من هذا المشكل لأنهم:
أ. يغفلون عن التهوئة أو التكييف في الليل (التجار...)
ب. أو لا يحسون به أصلا إذ يستعملون المعطرات لإزالة ما يظنونه مجرد رائحة ' الندى ' .
ج. الكثيرون يصابون بسبب وسائل النقل العمومي المكتضة و التي تمضي الليل مغلقة ...
د. خاصة أن المرضى يبحثون عن السلامة في إغلاق مصادر تيارات الهواء مما يعكر الحالة.
ه. هناك خطر أن يتعكر الوضع. فلم يتم استخلاص الدروس و أهمها عدم اللامبالاة بالأزمات السكنية و الصحية للجار و ضرورة رفع مستوى معيشة السكان كي يوفروا لأنفسهم الظروف الصحية ما دامت الدولة عاجزة عن الاهتمام بذلك. كما أن تطور المشكل يبرز أن العديد من المواطنين يفضلون التضحية بنزلة برد عابرة على نقص الربح التجاري أو التأخر الدراسي ولم يعلموا أنها ليست نزلة عابرة بل نابعة من المحل.
8* أنماط سلوكية مستهجنة عايناها في ظل هذا الوضع الصحي العام:
أ- العديد من الاشخاص المندمجون يروجون لأفكار مثل عدم ضرر الامكنة المغلقة و المكتضة و حتى أماكن وجود المرضى الذين يسعلون بشدة و حتى ضرر دخول اشعة الشمس إلى البيوت أو فائدة أسلوب الحياة الشاقة و الاستهتار بقواعد الصحة و السلامة في المنزل و العمل ، و استعمال المواد الكيميائية و التعايش مع الاعطاب المنزلية مثل خلل تصريف المياه المستعملة كنوع من تحمل شظف العيش...
ب- بعض الجهات الطبية امام اقتراحات الدعم لتقليل التعرض لمصادر العدوى ، تنصح ب " العيش كما نجد لا كما نريد " .
ج- نؤكد على ضرورة تبني النخبة للصراع بسبب وجود مبرر هام لذلك: بعض مراكز النفوذ المهني و غيره تستغل سلطتها لتعطيل التحرك المستقل حول المشكل. كما أن بعض الاشخاص قد يستغلون الحالة المعنوية السائدة و الاحتياجات الخصوصية للأفراد...
د- حديثنا عن هذا المشكل واجهته عراقيل بدعوى عدم الاختصاص أو انتهاء المشكل أو حتى خطر الاستهداف...
ه- منذ 2009 ( انظر الهامش ) عاينت و لاحظت وجود حالة الشحوب... لدى بعض المواطنين لكن محاولات الاعلام و التمحيص ووجهت باللامبالاة أو الاستهتار أو التلاعب.
و. لاحظنا أن من وقع اعلامهم من جهات رسمية و جمعياتية و مهنية نافذة رد ببرود و لم يعمل على الدعم أو رفض ذلك أصلا.
ي. تعرضنا لأنواع مختلفة من القمع مباشرة إثر محاولات اعلام بعض الأطراف و تمثل ذلك في احدى المرات في انتداب للعمل في مكان تكثر فيه هذه الفطريات.! كما أن من ينشطون في الجمعيات و الانترنت في نفس الوقت لم يقدموا أي نوع من الرد و تجاهلونا تماما في السابق و حاليا قاموا باقصائنا من أنشطتهم الثقافية و الاجتماعية..
و بالاضافة إلى ذلك وقع للمرة الثانية حجب الصفحة الرئيسية في مدونتي على الانترنت حين بدأت في شهر ماي2012 نشر اعلام عن بداية المشكل . و يتم هذا الحجب بطريقة غير معتادة و ذكية حيث أن الصفحة تفتح لكن المقالات غير موجودة ، حتى إن أعدت نشرها من صفحة النشر. فقط تعليقات مشبوهة تظهر و ذات هوية أحيانا مزورة. إنه نوع من الإقصاء في مسألة لا تنجح إلا بمجهود الكل.
ه. يبدو انه حصلت ضغوط على أفراد العائلة الواحدة و على عائلات لطمس و تغيير حقائق مثلا حول مرض الأطفال و مصادر العدوى و للرد بخشونة على محاولات التناصح و التباحث حول المسألة ، كي لا تبرز مصداقيات غير موالية ، مما انجر عنه ضياع فرص للحد من المشكل أو الوقاية. و هذا يزيد من تعقيد الأمر لهذا الشعب اليتيم الضعيف بلا أحزاب أو جمعيات أو شخصيات تعمل في المجال الاجتماعي و الميداني.
9* نؤكد على أن الأمل هو في دور المتطوعين و الجمعيات إذ أن الأطباء و الاعوان في المستشفيات يواصلون العمل بصبر (أو جهل ؟) في أماكن غير مهوأة و ملوثة و لا يعملون على تقليل تعرضهم للمرض رغم أنه يكاد يكون مؤكدا أنه ينتقل أساسا من المحل الملوث إلى الإنسان إذ أن المرض لم ينتشر بسرعة إلا بانتشاره في المباني .
و في ظل هذه الظروف تطوع بعض العابثين لأحد المتشردين الذين يتجولون في المستشفى ناشرين ما علق بجلودهم من طفيليات فألبسه قلنسوة و شال البابا نوال !
هذه دعوة للتفكير بصفة جماعية لأنه كما ترون حان الوقت لإيجاد مؤسسة مدنية تحيط بالمواطن في التعامل مع المشاكل المدينية و البيئية.
سبتمبر 2012